ثنائية المماليك و الانكشارية و واقع السودان العسكري

Ahmed El-Affendi
3 min readFeb 24, 2024
المصدر: https://www.tumblr.com/thirtyfolio/183626217972/an-illustration-of-janissary-troops-marching?source=share

مؤسسة الدعم السريع لم تكن أول مؤسسة أمنية/عسكرية في تاريخ المسلمين أو تاريخ منطقتنا تتمرد على من أسسها و تظلم الشعب و لكن مؤسسة الدعم السريع كانت ظالمة من أول يوم تأسيسه فيها و لم تكن تحمي المواطنين ولا هم يحزنون.

في العصور الوسطى الغابرة أسس نجم الدين أيوب — رحمه الله — مؤسسة المماليك في مصر في القرن الثالث عشر الميلادي للدفاع عن دولته في مصر ضد الحملات الصليبية القادمة من أوروبا و كذلك لصد الهجمات الغادرة من أقربائه الأيوبيين الذين كانوا يحكمون بلاد الشام. كانت مؤسسة المماليك مؤسسة عسكرية مرموقة يشار إليها بالبنان ولا تُذكر جنود المماليك و إلا و يُذكر معها البطل العملاق سيف الدين قطز — رحمه الله — الذي كسر شوكة الامبراطورية المغولية في معركة عين جالوت. و كانت مؤسسة المماليك مثال يضرب في الفروسية و الشهامة و الإيمان و الالتزام بتعاليم الإسلام و لكن مع مرور مئات السنين تدهور حال هذه المؤسسة تحديدا في القرن التاسع عشر جاء جيل ممسوخ من مؤسسة المماليك ليجعل من مؤسسة المماليك في مصر مجرد بلطجية و عصابات فاسدة ظالمة متمردة على كل أخلاق أسلافها الصالحين المصلحين و تصنع مثل صنيع الدعم السريع الارهابية في السودانيين اليوم. و كانوا عقبة في طريق صعود محمد علي باشا على كرسي حكم مصر و في نفس الوقت كانوا محل كره و بغض شديد من المصريين فاستثمر محمد علي باشا كره المصريين للمماليك و ظلمهم لهم و أعد للمماليك وليمة فاخرة في قلعته لكل قياداتهم ثم استأصلهم بقتلهم بالرصاص عند قلعته فانهار وجود المماليك بصورة شبه تامة.

و أيضا أسس السلطان العثماني مراد الأول مؤسسة الانكشارية العسكرية في القرن الرابع عشر التي أيضا كانت من المؤسسات العظيمة في التاريخ الإسلامي و الأجيال الأولى من هذه المؤسسة في القرن الخامس عشر كانت في طليعة قوات السلطان الجليل محمد الفاتح صاحب البشارة النبوية بفتح القسطنطينية

المصدر: https://www.pinterest.com/pin/236016836692368363/

و الانكشارية ساهمت في الفتوح الإسلامية لمنطقة دول البلقان بشرق أوروبا و اليونان و صد عدوان المماليك و صد الاحتلال البرتغالي للحجاز و مكة و المدينة النبوية و منع البرتغاليين من نبش قبر الرسول الأعظم محمد ﷺ و صد الاحتلال الفارسي للجزيرة العربية و ساهمت الانكشارية في مواقف و معارك و مواقع شريفة عظيمة يشهد لهم التاريخ بها. و لكن أيضا مع الأسف حالها صار مثل حال المماليك بعد مرور الزمن و مئات السنين في القرن التاسع عشر حيث جاء جيل ممسوخ في أواخر عهد مؤسسة الانكشارية و ظلموا المسلمين في أرجاء الدولة العثمانية و صنعوا من الموبقات مثل صنيع الدعم السريع الارهابية في حق السودانيين اليوم.

فما كان للسلطان العثماني إلا أن يبيدهم عن بكرة أبيهم بالقتل و الاعدام بالرصاص و المدافع و لم يستطع ذلك إلا بعد 17 عاما كاملا.

قوات الدعم السريع أسسها الهالك الظالم الرئيس السوداني الأسبق عمر البشير لقتال كل من ينازعه الملك و ليحميه ممن يهدد حكمه.

و كانت منذ تأسيسها تظلم الناس و تقتل الأبرياء و تعذبهم و تغتصب النساء في دارفور و تنهب أموالهم و قوات الدعم السريع لا تعترف بأخلاق الحرب ولا بتعاليم الإسلام من أول يوم لها و حاليا هي تستخدم الراجمات الإسرائيلية و منظومة Predator التجسسية التي تخترق الهواتف و أجهزة الحاسوب و تستعين بالموساد الإسرائيلي و بأموال و ذخيرة و سلاح و استخبارات الإمارات قاتلها الله . هذا هو الفرق الجوهري بين مؤسسة الدعم السريع و مؤسستي المماليك و الانكشارية، لم تكن مؤسسة الدعم السريع صالحة أبدا ولا يوم في حياتها المسخوطة. و قد تأخر الجيش السوداني و المخابرات السودانية كثيرا جدا في استئصال هذه القوات الارهابية الاجرامية كما استئصل السلطانين محمود الثاني الانكشارية و محمد علي باشا المماليك عندما تمردوا و صنعوا مثل صنيع قوات الدعم السريع الارهابية اليوم بحق المسلمين في الدولة العثمانية حينها.

نسأل الله أن يعيد لبلدنا السودان استقراره و أمنه و أن ينزل علينا رحمته و نصره و بركته.

--

--

Ahmed El-Affendi

I’m a coffeholic foodie data journalist, data scientist & analyat, writer, & storyteller. Interested in cinematics, language learning, books reading, & culture.